حين ينتحر انسان من اجل ان يحيي امة لا من اجل ان يقتلها

خالد الموصلي بالتأكيد مايحدث الان هو شرق اوسط جديد ولكن ليس بالمواصفات الامريكية كما كان مخطط فالمشروع الامريكي ابتدا باسقاط النظام العراقي مرورا بالانسحاب الفوري السوري من لبنان وتطورات قضية جنوب السودان والضغط على بعض الانظمة لادخال العملية الديمقراطية الى بلدانها ولو بصورة شكلية كما حدث في مصر من خلال الانتخابات الرئاسية وانتخابات مجلس الشعب المزورة .بالمقابل سارعت بعض الدول من الجانب الاخر كأيران وبعض الدول الحليفة والمعادية لاميركا ومنها السعودية وسوريا لافشال هذا المشروع من خلال تدخلها السافر في الشأن العراقي الذي ارادته اميركا ان يكون نموذجا لمشروعها وقد نجحت هذه الدول الى حد ما في تعطيل هذا المشروع ولكن مالم يكن بحسبانهم او بقراءات اميركا للوضع في البلدان العربية قد حدث وفاجأ العالم .فأشعل الشهيد محمد بوعزيزي شرارة التغيير وكان له ذلك ولكل الاحرار ليس في تونس بل في المنطقة كلها فهي الثورة العربية الحقيقية الاولى .هي ليست انقلاب عسكري كما فعل عبدالناصر وعبد الكريم قاسم وغيرهم ولاهي تدخل خارجي ولم تأتي عن طريق مخاطبة الناس من خلال منبر الدين واستغلال عواطفهم من خلال الصراخ من على المنبر كما في الثورة الخمينية حاشا لهذه الثورة النقية ان تكون كذلك انها الضمير نفسه انتفض وقال كفى اخرج الآن لن نبرح اماكننا حتى تخرج ايها الطاغية كان هنالك سر عجيب في هذ التواصل بين ابناء الشعب بكل شرائحه لم يكن هناك خوف كما في السابق . قد يقول البعض ان مايحدث سيقود البلاد الى المجهول ولكن اقول المجهول هو ما كانت تعيشه هذه البلدان والمهم ان الشعوب قد اسست بصورة صحيحة مستقبلها وحتى لو كان السابق افضل نسبيا لكن ذلك الافضل حين يرتبط بشخص فسيزول بزواله اما ماتصنعه الثورات الحقيقية فهو ماسيبقى اساسا صحيحا تبني عليه الاجيال مستقبلها ودساتيرها التي تلزم كل من سيتولى المسؤولية بالعمل بصورة افضل او ستزيحه الاصوات الحرة عن طريق صناديق الاقتراع كما في البلدان المتقدمة .وحذاري ايها الشعب الحر ان تركب بعض التيارات الخائبة التي كانت تعتبر نفسها مناوئة للانظمة السابقة ان تستغلكم وتحاول ان تستثمر تضحياتكم لصالحها وبالخصوص التيارات الدينية والقومية كالاخوان المسلمين وغيرهم فلطالما تملق هؤلاء لتلك الانظمة وكانوا خير معين لها في ااحتواء الاصوات الحرة واستغلالها وتذويبها في مشاريعها الفاشلة هؤلاء يعتبرون ان محمد بوعزيزي الذي احيا امة بكاملها كافر لانه انتحر بينما من يقتل المئات بتفجير نفسه شهيد فحذاري من هؤلاء وليخلد الشهداء الابرار في تونس ومصر وليبيا والعراق وكل الاحرار في عليين وليذهب من يريد ان يمتطي هذه الشعوب لتحقيق سياساته الغبية الى الجحيم

بداية شكرا للعم المحبوب حاتم الطائي على تعقيبه الجميل وارجو ان يتفهم بعضنا الآخر حين ابداء الآراء بعيدا عن التشنجات مهما تعددت القناعات فالكثير ممن يقرؤون مثل هذه الآراء يفسروها تفسيرات تعودوا عليها لسنين طويلة بعيدة كل البعد عن المنطق فمن يدعو للديمقراطية يكون عميلا لاميركا ومن يدعو للحكم المدني وفصل الدين عن الدولة يعتبر كافر . وكل هذا تتحمله اجهزة اعلام ومؤوسسات حكومية ودينية اصلا هي لديها مخاوف وعقد من اي تتغير وتعتبره مصدرا من الخارج لتفتيت الامة وانا صراحة افرح كثيرا حين اقرأ مثل هذه الردود التي تعكس وعي ورقي فكر احلم ان يمتلكه كل ابناء العراق