عندما يسرق الملتحون ثورات الشعوب
يوم أضرم الشاب التونسي محمد البوعزيزي النار في جسده في 17 ديسمبر من العام الماضي احتجاجا على مصادرة عربة رزقه ...لم يكن يخطر ببال هذا الشاب بأنه سيكون قائدا لثورات عربية ستطيح بعروش اكبر من عرش آل فرعون ابتداءا برئيس دولته مرورا بالقذافي وحسني وعلي صالح
انطلقت ثورات الربيع العربي في اليوم التالي لرحيل الشاب البوعزيزي وكأن كرة النار التي أوقدها في جسده كانت هي شرارة الثورة التي امتدت من جسده النحيل لتحرق و تسقط دكتاتوريات تسلطت على رقاب شعوبها لعشرات السنين ...
البوعزيزي لم ينتمي الى حزب سياسي او اسلامي في تونس ولم يكن معارضا لحكومته في باريس او لندن او واشنطن .
لكن في كل الثورات التحررية لابد وان يندس في صفوفها من يحاول سرقتها والزحف لواجهتها وهذا ما يحصل اليوم في تونس الخضراء
اليوم حاول سراق ثورات الشعوب من الإسلاميين إضرام النار في مفجر الثورات العربية الشهيد البوعزيزي عندما اقتحم السلفيون ابواب الجامعات التونسية واحتجاز عميد احد كلياتها مطالبين بمنع الاختلاط داخل الحرم الجامعي وارتداء الطالبات للنقاب !!!!!!! .
حيث أكد رئيس جامعة منوبة التونسية السيد شكري المبخوت ان مجموعة من الطلبة الملتحين والغرباء عن كلية الآداب والفنون والانسانيات أغلقوا أبواب قاعات التدريس بحواجز بشرية وان هؤلاء الملتحين طالبوا بالسماح للفتيات المنقبات بحضور الدروس بالنقاب وبفتح مكان للصلاة في الكلية وبمنع الاختلاط وبان لا يدرس الرجال النساء ولا تدرس النساء الرجال !!!!!!!!!! .
وسبق ذلك اقتحام السلفيون أصحاب الدشاديش القصيرة لمبنى إذاعة الزيتونة للقران الكريم وطردوا مديرة الإذاعة الدكتورة إقبال الغربي بدعوى أنها غير مؤهلة ((( شرعيا ))) !!!! لادارة هذه الإذاعة .
امام هذه الفواجع المؤلمة علينا ان نتوقف قليلا لنطلق التساؤل هل ان الثورات هذه انطلقت لكي يندفع أصحاب اللحى لقيادة شعوبنا المتعطشة للحرية من اجل غد مشرق ؟؟؟؟؟
ان الثورات العربية هذه يتامر عليها الاسلاميين ويريدون سرقتها من اصحابها وعلى الثوار والشعوب المنتفضة على حكامها في كل بلداننا العربية الانتباه والحذر من شرور اصحاب اللحى فتالله دكتاتوريات الحكام التي اقتلعتهم ثورات الربيع العربي لهي اكثر حرية من دكتاتوريات اصحاب اللحى القادمة
ثورة الشعب الايراني ضد حكم الشاه تسلق على اكتاف ثوارها اصحاب العمائم واليوم يشاهد العالم ماحل بايران من دكتاتورية عمائمية غليضة ....والعراق وبعد سقوط اعتى دكتاتورية عاشها ومنذ تاسيس الدولة العراقية تسلقت عمائم لسرقة فرح ابناء العراق .....وفي تونس يستهتر السلفيون بالشعب التونسي ويطمحون لسرقة ثورته ..وليبيا مثال اخر لانطلاق الملتحين من قماقمهم ونبشهم قبور الموتى وقبر ام معمر القذافي .
انها علامات انذار من جيوش ياجوج وماجوج من الملتحين الذين يريدون ان نعيش على هواهم وماربهم بل وافكارهم والتي هي حقا اقسى واظلم من دكتاتورية حكام مستبدين
