موصلنا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
موصلنا

منتدى مستقل


    عندما يستأسد الفار...تحت عباءة القانون

    حاتم الطائي
    حاتم الطائي


    عدد المساهمات : 108
    تاريخ التسجيل : 30/10/2010
    العمر : 83

    عندما يستأسد الفار...تحت عباءة القانون Empty عندما يستأسد الفار...تحت عباءة القانون

    مُساهمة من طرف حاتم الطائي الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 1:15 am

    عندما يستأسد الفأر .. تحت عباءة القانون !!



    كتابات - د. عبدالله يوسف الجبوري



    كنا قبلا ننتظر القادم من المدن الكبيرة كي يحدثنا عما رآه من زحمة للشوارع او مروره بشارع النهر وكيف يصف لنا فتيات بغداد ويحاول ان يضيف قليلا من بهارات اخرى كي يجعلنا نحلم ان نصل الى هناك،، ووصل الكثير من الشباب أيام زمان الى بغداد والى الموصل والى البصرة، وبحكم تطور الاتصالات والمواصلات لم تعد المدينة بشيء يبهر ولا هي حلم لمن لم يراها.

    واخبار العالم اليوم باتت لا تساوي شيئا سواء احترقت ناقلة نفط ام استقال وزير او سحر مدينة جميلة كما هي باريس حين كان يضرب بها المثل، والتي قال عنها طه حسين وهو الاعمى،، مدينة الجن والملائكة.. اقول كل ذلك لا يبهرنا ولا يجعلنا نفتح أفواهنا كالاطفال لسماع الحتوتة من فم جدتنا المرحومة..

    بل ما يبهرني وانا في سن متقدمة هو الانحدار القيمي في بلد كان قد منح العالم حضارة وسحرا علميا وقصصا واساطير لا زالت تتردد على السنة مثقفي العالم، ولا زالت اسماء سميرأميس وعلي بابا والسندباء تطرز واجهات شوارع العالم وكلها من بلد الف ليلة وليلة، ونرفع رؤسنا فخرا إننا من هذا البلد الذي فيه شهرزاد وشهريار والمعتصم وغيرهم.

    كما ان سيف ذو الفقار رغم انه يتدلى على صدور الفتيان والفتيات هذه الايام في اوربا إلا انه يذكرنا بالرجل الذي كان باب مدينة العلم ومفتاحها، هذا الرجل الذي قال لو كان الفقر رجلا لقتلته، في بلد نجد اليوم من يفتخر انه دمر العوائل وازداد الجياع اضعافا مضاعفة وهو لا زال ينهب ويسلب ويكذب.

    ما دفعني لهذه المقدمة التي ربما يملها القراء ليس لانها طويلة لكن ما يذكرهم ببلدهم المجروح جعلهم يكرهون تذكر حضارته وجعلهم يبتعدون عن كل ما يجعلهم من حملة جنسية بلد الحرامية.

    بحكم أني من بلد الرافدين فأنني اتشوق لملاقاة ابناء وطني وفي يوم من ايام الخريف الاوربي حيث منظر صفرة الاشجار وتساقط الاوراق يسحر لا سيما ان خريف هذا العام دافئ، وكما تعلمون ان بلد الرافدين ارض متصحرة ومياهه تناقصت واشجاره احترقت والعواصف الترابية مؤشر يومي على الكآبة وعلى التفجيرات وذبح العراقيين، فتحادثت معي ابن بلدي عن امور كثيرة، وكان يتفاخر بان احد الضباط في نقطة من نقاط التفتيش وهي منتشرة كل كيلومتر او اكثر تجد واحدة.

    فالضابط الشهم المسلم المؤمن الوفي لواجبه، يفتش السيارات خوفا من وجود مفخخات او عبوات ناسفة او أي شيء يخل بالامن الوطني !!!! فوجد السيد الضابط صندوقا من الويسكي الاجنبي في سيارة احد ابناء المنطقة، وايمانا منه بحرمة حامله وشاربه وجالسه ولأنه من التيار السلفي او من المقربين للحزب الاسلامي او لأنه من جماعة علماء المسلمين، قرر ان يخرج المنكر ويفرض على حامله ان يقوم بفتح القنينة تلو الاخرى وامام اعين الناس، لكي يثبت للمواطن الفقير انه قادر على تنفيذ الواجب وبقوة.

    فكان صديقي المواطن الذي ينقل لي الخبر فخورا ايضا بذلك، في حين اني تحسرت على كل قطرة راحت على الارض لأن الشباب ربما يتمتع بها خيرا من ان يذهب الى امور اسوأ منها بآلاف المرات. وسألت صديقي الذي كان مزهوا بما اورده لي فقلت له هذه شجاعه قال نعم هذا منكر ومحاربته واجب، وأيدته انه منكر،، لكني استدركت وسألته التالي:

    هل هذا الضابط البطل الغيور المؤمن يستطيع ان يستعيد اموال الدولة من السراق من اقربائه ؟؟؟ فقال لي ،، لالا لا يستطيع ولا يحق له ان يتنفس، فقلت له أليس الخمر وشربه افضل من السرقة واكل قوت الناس والمتاجرة بمال الشعب ؟؟ قال لي نعم .. قلت له فكيف يفخر هذا الضابط او الشرطي انه نفذ الواجب، هل لأن حامل الخمر فقير ومن عامة الناس، فلو كان عضو مجلس محافظة او من الحزب الاسلامي او من حزب اياد علاوي او دولة القانون، هل يستطيع ان يفرض عليه ان يسكب الويسكي هكذا؟؟

    اليس اعضاء مجالس المحافظات واية محافظة كانت، أليسوا سراق وعلى عينك يا تاجر؟؟!!! فلماذا لا يستأسد عليهم هذا الضابط، أم ان الفقير ولا اقصد حامل الخمرة، ليس له قوة او سلطة، ولو كانت له سلطة مثل عضو المحافظة او مثل عضو البرلمان ألم يكن صاحبنا الشرطي هو من يحمل له قنينة الويسكي ؟؟ أو لا نقل هكذا.. ولكن لكان غض النظر عن حمولة السيارة، ولتكن خمرة أو عاهرات او صناديق دولارات ويعرفها من اين والى اين!!

    فالشرطي او الضابط لانه متمسك بدينه ولا تلومه لومة لائم، استطاع ان يرضي الله في حامل الخمرة، لكنه يغض الطرف عن السراق وآكلي قوت الشعب،، الى متى نبقى نشوه الاسلام، ونطبق منه ما نريده لنا ولا نطبق ما يريده الله كما هو!!

    من يستأسد على الناس فليكن شجاعا ويجاهر بدينه في انه يقول للحرامي ان كان عضو مجلس محافظة او مديرا من مدراء المحافظة.. يقول له انت حرامي ويجب ان اقطع يدك.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مايو 02, 2024 4:09 pm